فلقد اهتم اللغويون القدامى بدراسة القراءات القرآنية، وربما أوفوها حقها في ضوء ما أتيح لهم من إمكانيات لغوية، غير أن ذلك لا يغني عن دراستها في ضوء ما يتاح لنا من إمكانيات لغوية حديثة؛ ومن ثم عكف فريق من الباحثين لدراسة هذه القراءات من وجهتها اللغوية صوتاً وبنية وتركيباً ودلالة، فنالت نصيباً موفوراً من البحث والدرس، وقد تناولت تلك الدراسات جميع القراءات متواترها وشاذها بالوصف والتحليل، عـدا قـراءة حفص عن عاصم؛ ولعل السبب في ذلك أن هذه القراءة أكثر القراءات شيوعاً ونشراً في شتى أقطار العالم الإسلامي، بل لعل شيوعها هذا دفع المستشرق الفرنسي (بلاشير) إلى القول: "إن الجماعة الإسلامية سوف لا تعترف في المستقبل إلا بقراءة عاصم برواية حفص"